الأحد، 11 سبتمبر 2011

إلى رجل

nizar qabbani
مَتَىَ سَتَعْرِفُ كَمْ أَهْوَاكْ يَا رَجُلا 
أَبِيْعُ مِنْ أَجْلِهِ الْدُّنْيَـــا وَمَا فِيْهَا 

يَا مَنْ تَحَدَّيتِ فِيْ حَبِيٍّ لَهُ مُدُنٌـا 
بِحَالِهِــا وَسَأَمْضِيْ فِيْ تَحَدَّيْهِـا 

لَوْ تَطْلُبْ الْبَحْرِ فِيْ عَيْنَيْكَ أَسْكُبُهُ 
أَوْ تَطْلُبْ الْشَّمْسُ فِيْ كَفَّيْكَ أَرْمِيَهَا 

أَنَّـا أُحِبُكَ فَوْقَ الْغَيْمِ أَكْتُبُهُــا 
وَلِلْعَصَافِيّـرَ وَالْأَشَجِّـارَ أَحْكِيْهِـا 

أَنَّـا أُحِبُكَ فَوْقَ الْمَاءِ أَنْقُشُهُــا 
وَلِلْعَنَاقِيّـدَ وَالْأَقْـدَاحِ أَسْقِيْهِـــا 

أَنَّـا أُحِبُكَ يَـا سَيْفٌـا أَسَالَ دَمِيَ 
يُـا قِصَّةِ لَسْتُ أَدْرِيْ مَـا أُسَمِّيْهَا 

أَنَّـا أُحِبُّكِ حَاوَلَ أَنْ تَسْـاعِدُنِيَ 
فَإِنْ مِنْ بَـدَأْ الْمَأْسَاةُ يُنْهِيَهُـــا 

وَإِنْ مِّنَ فَتَحَ الْأَبْوَابَ يُغْلِقُهُــا 
وَإِنْ مِنْ أَشْعَلَ الْنِّيُّـرَانَ يُطْفِيهِــا 

يَا مَنْ يُدَخِّنُ فِيْ صَمْتٍ وَيَتْرُكُنِيْ 
فِيْ الْبَحْرِ أَرْفَعُ مُرِسَـاتِيَ وَأُلْقِيْهِـا 

أَلَا تَرَانِيْ بِبَحْرِ الْحُبِّ غَارِقْـةِ 
وَالْمَوْجُ يَمْضَغُ آَمَـالَيَّ وْيْرْمِيهْــا 

إِنْزِلْ قَلِيْلا عَنِ الْأَهْدَابِ يَا رَجُلا 
مْــا زَالَ يَقْتِلُ أَحْلَامِيِ وَيُحْيِيهِـا 

كَفَاكَ تَلْعَبُ دَوْرَ الْعَاشِقِيْنَ مَعِيَ 
وِتَنْتَقيْ كَلَّمَــاتِ لَسْتُ تَعْنِيْهِــا 

كَمْ اخْتُرِعَتْ مَكَاتِيْبِـا سَتُرْسِلُهَا 
وَأَسْعَدْتَنِيّ وُرُوْدا سَوْفَ تَهْدِيْهِــا 

وَكَمْ ذَهَبَتْ لِوَعْدِ لَا وُجُوْدِ لِـهِ 
وَكَمْ حَلُمْتُ بِأَثِّـوَابْ سَأَشريّهُــا 

وَكَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ لِلْرَّقْصِ تَطْلُبُنِيْ 
وَحْيٌـرْتَنِي ذِرَاعِيَ أَيْنَ أُلْقِيْهِـــا 

ارْجِعْ إِلَيَّ فَإِنْ الْأَرْضِ وَاقِفٌـةِ 
كَأنَمْــا فَرَّتْ مِنْ ثَوَانِيِهِــــا 

إُرِجَـعَ فَبَعْدَكَ لَا عَقْدَ أُعَلِّقُــهِ 
وَلَا لَمَسْتُ عَطُوْرِيَّ فِيْ أَوَانِيِهِــا 

لِمَنْ جَمَالِيْ لِمَنْ شَالُ الْحَرِيْرِ لِمَنْ 
ضِفْـائِريّ مُنْذُ أُعَـوَامِّ أُرَبِّيهِــا 

إِرْجَعْ كَمَا أَنْتَ صَحْوَا كُنْتِ أُمَّ مَطَرَا 
فَمِــا حَيَاتِيْ أَنَا إِنْ لَمْ تَكُنْ فِيْهِـا


نزار قباني







0 comments:

إرسال تعليق

Share | مشاركة

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More